تركيا هي دولة في آسيا ذات موقع استراتيجي مذهل إذ تربط حدودها بين آسيا وأوروبا، ويحدها من الشمال البحر الأسود وجورجيا، ومن الشرق أرمينيا وإيران، ومن الجنوب العراق وسوريا والبحر المتوسط، ومن الغرب اليونان وبلغاريا، وهي من أشهر الوجهات السياحية عند السياح العرب، وذلك لعدة أسباب منها تشابه الثقافة التركية مع الثقافة العربية، كما لوقوعها بالشرق الأوسط. وهي من أول المستعمرات البشرية في العالم، ومرت من خلالها واستوطنت فيها العديد من الحضارات والإمبراطوريات، آخرها كانت الإمبراطورية العثمانية، وذلك جعل من تركيا دولة بتاريخ زاخر جدا، فستجد معالم وشواهد من الحضارات المختلفة التي مرت في تركيا في جميع أرجائها. ويبلغ عدد سكانها ما يقارب الـ 75 مليون نسمة،أما عاصمتها وأكبر مدنها فهي مدينة اسطنبول. وتعد تركيا أحد الدول ذات المظاهر الطبيعية المتنوعة، فستتمكن فيها من رؤية الكثير من الغابات، والأنهار، والبحيرات، والشلالات، وغيرها الكثير
المناخ
جبل ارارات (آغري داغي) هو أعلى قمة في تركيا في 5165 متر (16946 قدم).
تمتاز المناطق الساحلية من تركيا المطلة على بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط بمناخ البحر المتوسط المعتدل، مع صيف حار وجاف وشتاء معتدل إلى بارد ورطب. تمتاز المناطق الساحلية من تركيا والمطلة على البحر الأسود بمناخ محيطي دافئ ورطب صيفًا وبارد ورطب في الشتاء. تهطل أكبر كمية من الأمطار على الساحل التركي من البحر الأسود وهي المنطقة الوحيدة في تركيا التي تمتاز بمعدلات هطول أمطار عالية. يبلغ معدل هطول الأمطار في الشرق من الساحل 2.500 ملليمتر سنويًا، وهي أعلى نسبة هطول للأمطار في البلاد.
المناطق الساحلية في تركيا المطلة على بحر مرمرة (بما في ذلك إسطنبول)، الذي يربط بين بحر إيجة والبحر الأسود، تمتاز بمناخ انتقالي بين مناخ البحر المتوسط المعتدل والمناخ المحيطي، وفصل صيف حار وجاف، وشتاء بارد ومعتدل إلى بارد ورطب. لا تسقط الثلوج سنويًا في كل شتاء على بحر مرمرة والبحر الأسود. من ناحية أخرى من النادر أن تسقط الثلوج في المناطق الساحلية لبحر إيجة، ونادرة جدًا في المناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط.
مرمريس على شاطئ الريفييرا التركية.
شتاءً على الجبال. درجات الحرارة من – 30 إلى – 40 درجة مئوية يمكن أن يحدث في منطقة شرق الأناضول، ويبقى الثلج على الأرض مدة لا تقل عن 120 يومًا من السنة. في الغرب، تبلغ درجة الحرارة المتوسطة في فصل الشتاء أقل من 1 درجة مئوية. الصيف حار وجاف، مع درجات حرارة أعلى عمومًا 30 درجة مئوية في اليوم. المعدلات السنوية لهطول الأمطار تبلغ 400 ملليمتر (15 بوصة). المناطق الأكثر جفافًا هما سهل قونية وسهل ملاطية، حيث معدل هطول الأمطار السنوي في كثير من الأحيان أقل من 300 ملليمتر (12 بوصة). يعتبر شهر مايو الأكثر بللا، في حين يوليو وأغسطس هما الأكثر جفافا
في تركيا، تعتبر أشهر يناير وفبراير ومارس باردة إلى حدٍّ ما، على الرغم من أن درجات الحرارة ترتفع نسبياً في شهر مارس، ويكون من المتوقّع هطول الثلوج في يناير وفبراير، وخاصةً في المناطق الداخلية المحيطة بكابادوكيا. ونظراً لدرجات الحرارة المنخفضة هذه، يعد هذا وقتاً هادئاً لزيارة تركيا، لذلك من المحتمل أن تكون المواقع خالية من الحشود السياحية
وفى أشهر الربيع مثل شهر ابريل و مايو تكون درجات الحرارة معتدلة في تركيا، مما يجعل من هذا الوقت مثالياً لزيارة العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، كما أن أبريل هو موسم زهور التوليب، فتمتلئ حدائق مدينة إسطنبول بالألوان الزاهية؛ على الرغم من أن الطقس قد يكون ماطراً خلال هذا الشهر. ونظراً لأن هذا الوقت مثالي لزيارة تركيا، فهو يعد من أغلى المواسم أيضاً، حيث ترتفع أسعار الفنادق في المناطق الشهيرة مثل إسطنبول وكابادوكيا، مع العلم أن العديد من الفنادق على طول ساحل الفيروز تكون مغلقة في هذا الوقت من العام.
تتميز أشهر الصيف، من منتصف يونيو وحتى منتصف سبتمبر، بأنها حارة للغاية، مما يجعلها مثالية للاسترخاء على ساحل الفيروز الجميل والسباحة في البحر الأبيض المتوسط، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة هذه قد تجعل من استكشاف المناطق الأثرية والتراثية في تركيا تجربة غير مريحة، بسبب انعدام الظل أو وجود القليل منه فقط في عدد كبير من المواقع القديمة. وتعد هذه الفترة أيضاً موسم الذروة للسفن السياحية، مما يجعل المنتجعات الساحلية والمواقع القديمة ذات الشعبية العالية مثل إفسوس مكتظة جداً بالسياح، على عكس كابادوكيا التي تميل إلى أن تكون أكثر هدوءاً خلال أشهر الصيف، والتي تكون مغطاة بالزهور البرية، مما يجعل هذا وقتاً رائعاً للمشي لمسافات طويلة في هذه المنطقة.
يبقى الطقس حاراً في أوائل شهر سبتمبر، إلا أنه يبدأ بالانخفاض تدريجياً من منتصف الشهر فصاعداً، على الرغم من أن درجة حرارة البحر والبر تظل دافئة في هذه الفترة، مما يخلق ظروفاً مماثلة لأشهر الربيع ولكن مع أيام أقصر. ويعد هذا وقتاً ممتازاً لاستكشاف المدن والمواقع القديمة وزيارة ساحل الفيروز، حيث تنخفض الأسعار وتقل الحشود، وبينما تميل أسعار الفنادق إلى الارتفاع في إسطنبول وكابادوكيا، تغلق الفنادق الواقعة على البحر المتوسط عادةً في منتصف شهر أكتوبر.
في شهري نوفمبر وديسمبر، يكون الجو بارداً جداً في معظم أنحاء البلاد، باستثناء الجنوب الشرقي (حول أنطاليا) الذي يبقى دافئاً إلى حد ما، وقد تكون درجات الحرارة في قونيا وكابادوكيا باردة جداً، مع احتمال سقوط الثلوج، مما يخلق مشاهداً بانورامية رائعة. أما بالنسبة لإسطنبول، فتكون أكثر هدوءاً مما تكون عليه في أوقات أخرى من العام، مما يجعل هذا وقتاً رائعاً للزيارة إذا كنت لا تمانع درجات الحرارة الباردة والأمطار أو الثلوج العرضية.